
المكسيك تتألق في دوري أمم كونكاكاف وتحصد اللقب الأول!
المكسيك تتوج بلقب دوري الأمم الكونكاكاف لأول مرة
إنغلوود، كاليفورنيا – في ليلة الأحد، شهدت نهائيات دوري الأمم الكونكاكاف في ملعب سوفي عرضًا مميزًا من قبل مغني الراب الشهير ويل سميث، الذي أمتع الحضور البالغ عددهم 68,812 شخصًا بأغانيه التي تعود إلى القرن الماضي. كان هذا العرض بمثابة تمهيد مثالي لمباراة النهائي بين المكسيك وبنما، حيث كانت المكسيك تسعى للفوز بالبطولة لأول مرة منذ انطلاقها في موسم 2019-2020.
على الرغم من أن المكسيك كانت تُعتبر لعقود طويلة القوة المهيمنة في منطقة الكونكاكاف، إلا أنها فقدت بريقها مؤخرًا لصالح فرق أصغر وأكثر حيوية مثل الولايات المتحدة وكندا. ومع تراجع أدائها وعدم تحقيق انتصارات متسقة ضد منافسيها، بدأت الفجوة تتقلص.
العودة إلى الأساسيات
لإعادة إحياء الفريق الوطني، استعانت المكسيك بالمدرب المخضرم خافيير أغيري. بعد تعيينه للمرة الثالثة كمدرب للمنتخب الوطني العام الماضي، استطاع أغيري بالتعاون مع الأسطورة رافائيل ماركيز كمدرب مساعد أن يعيد الروح لفريق “إل تري”. ورغم الحاجة للفوز بفارق كبير على هندوراس للتأهل لنصف النهائي (4-0)، تمكنت المكسيك من تجاوز كندا بفوز مريح (2-0) لتصل إلى النهائي.
قبل المباراة النهائية ضد بنما، تحدث أغيري عن الضغوط التي تواجه الفريق قائلاً: “هناك ضغط. لكن الالتزام هو تقديم كل ما لدينا خلال المباراة.” وأكد على أهمية القتال من أجل القميص الوطني وإرضاء الجماهير.
تكتيكات جديدة
لتعزيز الأداء والعودة بالفخر للجماهير، قام أغيري بتغيير التشكيلة التقليدية 4-4-2 بإشراك مهاجمين اثنين هما راؤول خيمينيز وسانتياغو خيمينيز معاً. وقد أثبت هذا التكتيك فعاليته عندما سجل خيمينيز هدف التقدم للمكسيك بعد ثماني دقائق فقط من بداية المباراة.
ومع ذلك، استعاد فريق بنما الزخم وسجل هدف التعادل عبر ركلة جزاء نفذها أدالبرتو كاراسكيلا في الدقيقة 47. ومع تصاعد الأحداث داخل الملعب وتوقف اللعب بسبب هتافات غير مقبولة من الجماهير ضد المثليين الجنسيين والتي تكررت عدة مرات خلال المباراة.
لحظة الحسم
في الدقيقة 92 ومن خلال لمسة يد واضحة للاعب بنما خوسيه كوربوا داخل منطقة الجزاء منح الحكم فرصة ذهبية للمكسيكيين لتسجيل الهدف الثاني والفوز بالبطولة. تقدم خيمينيز لتنفيذ الركلة وسجل الهدف ليحقق للمكسيک أول لقب لها في تاريخ دوري الأمم الكونكاکاف.
بعد المباراة قال خيمينيز: “إنه شعور رائع أن أعود بعد ما مررت به… هذه مجرد مثال عظيم على أنه يجب ألا تفقد الأمل.”
آفاق المستقبل
يتطلع مشجعو المنتخب المكسيكي الآن إلى مستقبل واعد حيث يأملون أن تستمر مسيرة النجاح هذه مع اقتراب كأس العالم 2026 الذي سيقام بالتشارك مع الولايات المتحدة وكندا. وأشار أغيري إلى أهمية بناء الثقة قبل البطولة القادمة قائلاً: “نأمل أن نتمكن من المنافسة كما فعلنا اليوم.”
ومع ذلك فإن العمل لا يقتصر فقط على الملعب بل يمتد أيضًا إلى المدرجات؛ إذ يتعين على المنظمين معالجة السلوكيات غير المقبولة لضمان تركيز الجميع على اللعبة نفسها أثناء الحدث العالمي الكبير القادم.
في النهاية يمكن القول إن العودة للأصول والتقاليد قد تكون خطوة مهمة نحو إعادة بناء الهوية الرياضية للمملكة ولكن التطور المطلوب يبقى ضروريًا سواء داخل أو خارج الملعب.