
تقرير الفيفا: فجوة ضخمة في الإيرادات بين كرة القدم النسائية حول العالم
تقرير الفيفا: تفاوت كبير في الإيرادات عبر كرة القدم النسائية
تاريخ النشر: 17 مارس 2025، الساعة 11:41 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة
أظهر تقرير جديد من الفيفا أن الاستثمارات في كرة القدم النسائية تواصل الزيادة، لكن لا تزال هناك فجوات كبيرة على مستوى العالم في الإيرادات والوصول إلى الموارد.
تحليل شامل
التقرير الذي صدر يوم الجمعة الماضي قام بتحليل 86 دوريًا يمثلون 669 ناديًا. وقد شارك هؤلاء الأندية في استبيانات ذاتية، حيث قدموا إحصائيات ومعايير تتراوح بين متوسط الرواتب وإيرادات الدوري ونفقاته.
فجوة كبيرة بين الإيرادات والنفقات
يظهر التقرير وجود فجوة مذهلة بين الإيرادات والنفقات عبر الدوريات المختلفة – حيث تتجاوز نفقات جميع المستويات الثلاثة للإيرادات.
المستوى الأول من الدوريات
الدوريات التي صنفها الفيفا كأفضل دوريات عالمية (المستوى الأول) حققت متوسط إيرادات يزيد عن 4.4 مليون دولار، بينما كانت نفقاتها تقارب 7.6 مليون دولار تقريبًا. أما الدوريات من المستوى الثالث فقد أبلغت عن إيرادات قدرها فقط 76,000 دولار مع نفقات تصل إلى 182,000 دولار.
تم تصنيف الدوريات من المستوى الأول كـ ”نخبة”، بينما تم تصنيف المستوى الثاني كـ “دوريات طموحة” والمستوى الثالث كـ “دوريات ناشئة”. لم يكشف الفيفا عن أسماء هذه الدوريات رغم تقديم بعض المعايير لطريقة التصنيف.
اختلافات ملحوظة حتى بين النخبة
هناك اختلافات كبيرة حتى بين أفضل الدوريات العالمية؛ حيث ذكر التقرير أن الدوري الذي يحقق أعلى إيراد في المستوى الأول “يكسب مئات المرات أكثر من الأقل تحقيقاً للإيراد”. ولم يؤكد الفيفا أي دوري هو ذلك.
مقارنة بالإحصائيات الأوروبية
أفاد تقرير حديث صادر عن ديلويت أن برشلونة حقق أعلى إيراد بين الفرق النسائية في أوروبا، متجاوزاً الـ19 مليون دولار. بينما الفريق الأعلى تحقيقاً للإيراد في الدوري الوطني لكرة القدم النسائية الأمريكية يحقق تقريباً ضعف هذا الرقم.
على الرغم من كون كل تلك الفرق ضمن النخبة العالمية، إلا أن تقرير الفيفا يشير إلى أن متوسط الإيراد التشغيلي لنادي من المستوى الأول هو حوالي 1.35 مليون دولار فقط.
خطوات نحو المستقبل
قال رئيس الفيفا جياني إنفانتينو: “هذا الشهر أعلننا عن الجداول الزمنية والصيغ لبطولتين عالميتين جديدتين للأندية النسائية.” وأكد على أهمية توفير رؤى وموارد لأصحاب المصلحة في كرة القدم النسائية لبناء أسس قوية للمستقبل.
هل ستؤثر الاختلافات الاستثمارية والموارد على جودة اللعب؟ سيتضح ذلك قريبًا عندما تعلن الفيفا عن مسابقة جديدة تبدأ يناير عام 2026 تجمع الأبطال القاريين قبل كأس العالم للأندية للسيدات الذي سيبدأ عام 2028.
رواتب اللاعبين والموارد الصحية
وفقًا لدراسة التصنيف الأخيرة للفيفا، فإن متوسط راتب اللاعب العالمي يبلغ فقط حوالي $10,900 وهو رقم متأثر بالمستويات الأدنى؛ لكن الراتب الإجمالي المتوسط لأندية المستوى الأول يصل إلى حوالي $24,300 فقط.
تشهد نسبة الحصول على التأمين الصحي تفاوتا كبيرا؛ إذ حصلت فقط %38 من لاعبات المستوى الثالث على تأمين صحي مقارنة بأكثر من نصف لاعبات المستويات العليا. كما يتاح إجازة الأمومة لـ%64 منهن ولكن %22 فقط منهن يحصلن عليها في المستويات الأدنى.
حدد التقرير الإجازة الأمومية كخطوة أولى قابلة للتحقيق لتعزيز الدعم للاعبات الحوامل وبعد الولادة.
وأضافت جيل إليس المسؤولة التنفيذية لكرة القدم بالفيفا: “من النتائج الرئيسية التي توصلنا إليها هي أنه عبر الـ86 دوري و669 ناديًَا، فإن %22 فقط من المدربين الرئيسيين هم نساء.” وأكدت أهمية تحسين مسارات التدريب للنساء لتوفير المزيد من الفرص وتمكين الجميع العاملين بكرة القدم النسائية سواء داخل الملعب أو خارجه.
التحدي الإداري والمالي
مثلّت تكاليف الموظفين والإدارة أكبر زيادة نسبية للنفقات لدى دوريات المستوى الأول مقارنة بالدوريات الأقل شهرةً. يتمتع %95 من لاعبي الدرجة الأولى بالوصول إلى جمعية اللاعبين بينما لا يتمتع بذلك سوى %36 منهم بالدورى الثانى والثالث.
كما وجدت الدراسة أيضًا أن نسبة المدربات الإناث عبر جميع الدوران كانت منخفضة جدًا بنسبة %22 مما يجعل تحسين فرص التدريب للنساء أولوية قصوى للفيفا لمحاولة سد هذه الهوة عبر برامج توجيه تدريب خاصة بالمدربات النساء.
وختامًا يبدو أننا أمام تحدٍ كبير لتحسين وضع كرة القدم النسائية عالميًّا وضمان حقوق اللاعبات وتوفير بيئة عمل مناسبة لهن لتحقيق النجاح والتطور المطلوبين!